وفيها ولّى الحاكم القائد أبا الجيش حامد بن ملهم أميرا على دمشق بعد علىّ بن جعفر بن فلاح، فوليها سنة وأربعة أشهر، ثم عزل بمحمد «١» بن بزال.
وفيها لم يحجّ أحد من العراق خوفا من العطش والعرب، وخرجوا ثمّ عادوا.
وفيها توفّيت يمنى أمّ القادر. كانت مولاة عبد الواحد بن الخليفة المقتدر، وكانت من أهل الدين والصلاح. وصلّى عليها القادر في داره وكبّر أربعا، وحملت إلى الرّصافة في طيّار فدفنت بها.
وفيها توفّى الأمير لؤلؤ غلام سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب والذي كان واقع العزيز نزارا والد الحاكم؛ وقد تقدّم ذكر ذلك في ترجمة العزيز مفصّلا. كان لؤلؤ شجاعا مقداما. ولما مات لؤلؤ تولّى الملك بعده ابنه مرتضى الدولة، وهرب بعد ذلك إلى الروم.
وفيها توفّى هشام بن الحكم بن عبد الرّحمن الأموىّ صاحب الأندلس، ولقبه المؤيّد، وهو من ذرّية مروان بن الحكم الأموىّ وهو عمّ أبى ركوة الذي كان خرج على الحاكم المقدّم ذكره، وباسمه كان يخطب أبو ركوة المذكور. ولى هشام هذا الملك وله تسع سنين، وأقام واليا على الأندلس تسعا وثلاثين سنة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وستّ عشرة إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.