وفيها جلس الخليفة القادر ببغداد وأحضر العلويّين والعباسيّين والقضاة، وأحضر الخلع السلطانية ما عدا التاج ولواء واحدا، وقرئ عهد أبى طاهر ركن الدين بن بهاء الدولة، ولقّبه بجلال الدولة وجمال الملّة ركن الدين. قلت: وهذا أوّل لقب سمعناه في الإسلام (أعنى ركن الدين) . ولا أدرى متى لقّب به ابن بهاء الدولة المذكور، غير أننى سمعت من بعض علماء العجم أنّ ابن بهاء الدولة المذكور مشى بين يدى الخليفة القادر، فقال له الخليفة: اركب ركن الدين؛ فسمّى بذلك.
والله أعلم.
وفيها حجّ بالناس من العراق أبو الحسن محمد بن الحسن العلوىّ الأقساسىّ.
وفيها توفّى بدر بن حسنويه بن الحسين أبو النجم الكردىّ، كان من أهل الجبال، وولّاه عضد الدولة الجبال وهمذان ودينور ونهاوند وسابور وتلك النواحى بعد وفاة أبيه حسنويه. وكان شجاعا عادلا كثير الصدقات. والخليفة القادر كناه أبا النجم، ولقّبه ناصر الدولة، وعقد له لواء بيده.
وفيها توفّى بكر بن شاذان بن بكر أبو القاسم المقرئ الواعظ البغدادىّ، قرأ القرآن، وسمع الحديث، وكان عابدا زاهدا، وكانت وفاته في شوّال.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو محمد بن الأكفانىّ الحنفىّ القاضى الأسدىّ، كان عالما ديّنا، ولد سنة ستّ عشرة وثلثمائة. قال أبو إسحاق الطبرىّ:
من قال: إن أحدا أنفق على العلم مائة ألف دينار غير أبى محمد [بن] الأكفانىّ فقد كذب. قلت: هذا هو العلم الخالص لوجه الله تعالى.
وفيها توفّى عبد الرّحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحافظ أبو سعيد، كان أبوه من أستراباد وسكن سمرقند وصنّف" تاريخ سمرقند" وعرضه على الدارقطنىّ فاستحسنه، وكان ثقة.