وأخذ بيده رمحا وجال حول الحاجّ، وكان في السّمرقندييّن غلام يعرف بابن عفّان، فرماه بسهم فسقط منه ميتا وهرب جمعه، وعاد الحاجّ في سلامة.
وفيها توفّى أحمد بن محمد بن أحمد أبو «١» سعيد المالينىّ «٢» الصوفىّ الحافظ، سافر إلى الأقطار، وسمع خلقا كثيرا، وصنّف وصحب المشايخ، وكان يقال له طاوس الفقهاء.
وفيها توفّى الحسن بن علىّ أبو علىّ الدقّاق النيسابورىّ أحد المشايخ، كان صاحب حال ومقال. قال القشيرىّ: سمعت الأستاذ أبا علىّ الدقّاق يقول في قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم:" من تواضع لغنىّ لأجل دنياه ذهب ثلثا دينه" قال:
لأنّ المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإذا خدمه بأركانه وتواضع له بلسانه ذهب ثلثا دينه، فإن خدمه بقلبه ذهب الكلّ.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن محمد أبو الحسن بن رزقويه البغدادىّ البزّاز، ولد سنة خمس وعشرين وثلثمائة، ودرس الفقه، وسمع الحديث فأكثر؛ وكان ثقة صدوقا كثير السماع حسن الاعتقاد جميل المذهب.
وفيها توفّى محمد بن الحسين بن محمد بن موسى أبو عبد الرّحمن السّلمىّ النيسابورىّ الحافظ الكبير شيخ شيوخ الدنيا في زمانه، طاف الدنيا شرقا وغربا، ولقى الشيوخ الأبدال، وإليه المرجع في علوم الحقائق والسير وغيرها، وله المصنفات الحسان.
وفيها توفّى محمد بن عمر أبو بكر العنبرىّ الشاعر، مات يوم الخميس ثانى عشر جمادى الأولى ببغداد.