وفيها فسد الأمر بين قرواش صاحب الموصل وبين أبى «١» نصر بن مروان صاحب ميّافارقين. وسببه أن قرواشا كان تزوّج ببنت أبى نصر المذكور فأقامت عنده مدّة، ثمّ هجرها؛ فطلبها أبو نصر فنقلها إليه، وهذا أوّل الشر.
وفيها توفّى على بن عيسى بن الفرج «٢» أبو الحسن الرّبعىّ صاحب أبى علىّ الفارسىّ، قرأ الأدب ببغداد على السّيرافىّ، وخرج الى شيراز ودرس بها النحو على الفارسىّ عشرين سنة، ثم عاد الى بغداد وأقام بها باقى عمره. خرج يوما يمشى على جانب الشطّ، فرأى الشريف الرضى والمرتضى في سفينة ومعهما عثمان بن جنىّ النحوىّ، فصاح أبو الحسن: من أعجب أحوال الشريفين أن يكون «عثمان» جالسا فى صدر السفينة «وعلى» يمشى على الحافة؛ فضحكا وقالا: باسم الله. قلت:
وهذا مما يدل على أن الرضى والمرتضى كانا يصرّحان بالرفض.
وفيها توفّى الأستاذ الأمير المختار عزّ الملك محمد بن أبى القاسم عبد الله بن أحمد ابن إسماعيل بن عبد العزيز المعروف بالمسبّحىّ الكاتب، الحرانىّ الأصل المصرىّ المولد والمنشأ، صاحب التاريخ المشهور وغيره من المصنّفات. قال ابن خلكان:
«كانت فيه فضائل ولديه معارف، ورزق حظوة في التصانيف، واتصل بخدمة الحاكم العبيدىّ. قال: وتاريخه ثلاثة عشر ألف ورقة» انتهى. قلت: وله عدّة تصانيف أخر. مات في شهر ربيع الآخر. والمسبحى: بضم الميم وفتح «٣» السين المهملة وكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وفي آخرها حاء مهملة. قال السمعانىّ: هذه النسبة إلى الجدّ.