وفيها ولد بمدينة إسكاف «١» ولد له رأس وبقيّة بدنه كالحيّة، فنطق ساعة مولده وقال: الناس تحت غضب منذ أربع سنين، والواجب أن يخرجوا فيستسقوا «٢» ليكشف عنهم البلاء. فكتب قاضى «٣» إسكاف للخليفة بذلك، فاجتمع الناس واستسقوا فلم يسقوا.
وفيها توفّى الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد ابن الأمير أبى أحمد إسحاق ابن الخليفة جعفر المقتدر ابن الخليفة المعتضد أحمد ابن الأمير أبى أحمد طلحة الموفق ابن الخليفة جعفر المتوكّل ابن الخليفة محمد المعتصم ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة المهدىّ محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علىّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب الهاشمىّ العباسىّ البغدادىّ. بويع بالخلافة بعد القبض على الطائع عبد الكريم في حادى عشر شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلثمائة، ومولده في سنة ستّ وثلاثين وثلثمائة. وأمّه أمّ ولد تسمى يمنى، ماتت في خلافته.
وتوفّى ليلة الاثنين حادى عشر ذى الحجّة، ودفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء.
وكانت خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر؛ وهو أطول الخلفاء العبّاسيّة مدّة، لا نعلم خليفة أقام في الخلافة هذه المدّة من بنى العبّاس ولا غيرهم إلا المستنصر معدّا العبيدىّ الآتى ذكره، فإنه أقام في خلافة مصر ستيّن سنة. وتخلّف بعد القادر ابنه أحمد ولقّب بالقائم بأمر الله. وكان القادر- رحمه الله- أبيض كثّ اللحية يخضب؛ وكان ديّنا خيّرا حسن الاعتقاد أمّارا بالمعروف فاضلا. صنّف