ابن سبكتكين باللهو. فصار أمر طغرلبك ينمو إلى أن واقع مسعودا وهزمه واستولى على خراسان، وولّى أخاه داود مرو وسرخس وبلخ، وولّى ابن عمّه الحسن بن موسى هراة وبوشنج وسجستان، وولّى أخاه لأمّه إبراهيم ينّال دهستان «١» . وعظم أمر طغرلبك إلى أن كان من أمره ما سنذكره فى عدّة أماكن إن شاء الله تعالى.
وفيها توفّى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الحافظ أبو نعيم الأصبهانىّ الصوفىّ والأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البنّاء؛ كان أحد الأعلام، جمع بين علوّ الرواية وكثرة الدّراية، ورحل إليه من الأقطار، وألحق الصغار بالكبار؛ وولد سنة ستّ وثلاثين وثلثمائة بأصبهان. واستجاز له أبوه طائفة من شيوخ العصر حتّى تفرّد فى آخر عمره فى الدنيا عنهم.
وفيها توفّى عبد الملك بن محمد بن عبد الله الشيخ أبو القاسم البغدادىّ الواعظ.
كان مسند العراق فى زمانه، سمع الحديث وروى الكثير. قال أبو بكر الخطيب:
كتبنا عنه وكان ثقة ثبتا صالحا؛ ولد فى شوّال سنة تسع وثلاثين وثلثمائة.
وفيها توفّى موسى بن عيسى بن أبى حاجّ الفاسىّ المقرئ الإمام أبو عمران، الفاسىّ الدار الغفجومىّ «٢» النسب- وغفجوم: قبيلة من زناتة- البربرىّ الفقيه المالكىّ نزيل القيروان وإليه انتهت رياسة العلم بها. تفقّه على أبى الحسن «٣» القابسىّ وهو أجل أصحابه؛ ودخل الأندلس فتفقّه على أبى محمد «٤» الأصيلىّ، وسمع وحدّث وحجّ غير مرّة، وكان من كبار العلماء.