للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله معدّ لمّا خرج من المغرب وقصد الديار المصريّة سلّمها إلى المعزّ بن باديس.

فأقام بها سنين إلى أن توفّى، وملكها ابنه من بعده؛ فأقام مدّة سنين يخطب لبنى عبيد إلى هذه السنة؛ فأبطل الدعوة لهم وخطب لبنى العبّاس، ودعا للقائم بأمر الله وهو ببغداد. فلم تزل دعوة العباسية بعد ذلك بالمغرب حتى ظهر محمد بن تومرت «١» بالمغرب وتلقّب بالمهدىّ، وقام بعده عبد المؤمن بن علىّ فقطع الدعوة لبنى العبّاس فى أيام المقتفى العبّاسىّ، على ما سيأتى ذكره إن شاء الله تعالى.

وفيها لم يحجّ أحد من العراق. وحجّ الناس من مصر وغيرها.

وفيها توفّى أحمد بن عثمان بن عيسى أبو نصر الجلّاب «٢» ، كان محدّثا ثقة؛ وأخرج له أبو بكر الخطيب حديثا عن ابن عمر: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قرئت عنده سورة الرحمن فقال: «مالى أرى «٣» الجنّ أحسن جوابا لردّها منكم» . قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «ما أتيت على قول الله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ

إلّا قالت الجنّ ولا بشىء من نعمك يا ربنّا نكذّب» .

وفيها توفّى إسماعيل بن علىّ بن الحسين زنجويه أبو سعد الحافظ الرازىّ «٤» الحنفىّ؛ كان إماما فاضلا طاف الدنيا ولقى الشيوخ وأثنى عليه العلماء؛ وكان ورعا زاهدا فاضلا، إمام أهل زمانه [بغير مدافعة «٥» ] ، [و] ما رأى مثل نفسه [فى كلّ فنّ «٦» ] ،