فيها برز محضر من ديوان الخليفة القائم بأمر الله العبّاسىّ بالقدح فى أنساب خلفاء مصر وأنّهم ديصانيّة «١» خارجون عن الإسلام، من جنس المحضر الذي برز فى أيام للقادر بالله، وقد ذكرناه فى وقته، وأخذ فيه خطوط القضاة والشهود والأشراف وغيرهم.
وفيها كانت فى مدينة أرّجان والأهواز زلازل عظيمة ارتجّت منها الأرض، وقلّعت الجبال وخرّبت القلاع، وامتدّت هذه الزلازل إلى بلاد كثيرة.
وفيها استولى طغرلبك محمد بن ميكائيل السّلجوقىّ على همذان ونواحيها، وطمع فى قصد العراق.
وفيها توفّى الحسن بن علىّ بن محمد بن علىّ أبو علىّ التميمىّ الواعظ، سمع الحديث الكثير وروى عنه مسند الإمام أحمد عن القطيعىّ «٢» .
وفيها توفّى سهل بن محمد بن الحسن أبو الحسن الفاسىّ «٣» الصوفىّ، سمع الكثير وحدّث بالعراق ودمشق وصور، وتوجه إلى مصر فمات بها. وكان أديبا شاعرا على طريق القوم. فمن ذلك قوله:
[الطويل]
إذا كنت فى دار يهنيك أهلها ... ولم تك محبوبا بها فتحوّل
وأيقن بأن الرّزق يأتيك أينما ... تكون ولو فى قعر بيت مقفّل