وفيها ثار أهل همذان على العميد فقتلوه مع سبعمائة رجل من أصحاب السلطان، وقتلوا أيضا شحنة «١» البلد.
وفيها قصد قتلمش الرّىّ ومعه خمسون ألفا من التركمان، فدفعه عميد الملك عنها.
وفيها توفّى السّلطان طغرلبك. واسمه محمد بن ميكائيل بن سلجوق أبو طالب السّلجوقىّ. قدم بغداد سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وخلع عليه الخليفة القائم بأمر الله العباسىّ، وخاطبه بملك المشرق والمغرب. قلت: وهذا أوّل ملوك السلجوقيّة، وهو الذي مهّد لهم الدولة، وردّ ملك بنى العباس بعد أن كان اضمحلّ وزالت دعوتهم من العراق، وخطب لبنى عبيد خلفاء مصر لمّا استولى أبو الحارث أرسلان البساسيرىّ على بغداد. وقد تقدّم ذكر ذلك. فما زال طغرلبك هذا حتّى ردّ الخليفة القائم بأمر الله من الحديثة إلى بغداد، وأعاد الخطبة باسمه، وقتل البساسيرىّ.
وكان شجاعا مقداما حليما، عصى عليه جماعة فظفر بهم وعفا عنهم. وهو الذي أزال ملك بنى بويه من العراق وغيره. وكانت وفاته بالرّىّ فى يوم الجمعة ثامن شهر رمضان من هذه السنة. وكانت مدّة ملكه خمسا وعشرين سنة؛ وقيل ثلاثون سنة. ومات وعمره سبعون سنة- وقيل جاوز الثمانين- والأول أشهر. وطغرلبك (بضم الطاء المهملة وكسر «٢» الراء المهملة وسكون اللام وفتح الباء ثانية الحروف وسكون الكاف) .
وفيها توفّى مسلم بن إبراهيم أبو الفضل السلمىّ البزّاز، ويعرف بابن الشّويطر، كان أديبا فاضلا. ومن شعره:
[البسيط]
ما فى زمانك من ترجو مودّته ... ولا صديق إذا خان الزمان وفا
فعش فريدا ولا تركن إلى أحد ... فقد نصحتك فيما قلته وكفى