مشهورة. ومن أراد شيئا من ذلك فلينظر فى تاريخ الإمام الحافظ الحجة أبى الفرج ابن الجوزى المسمّى ب «المنتظم» ؛ وأيضا ينظر فى تاريخ العلّامة شمس الدين يوسف ابن قزأوغلى (أعنى مرآة الزمان) وما وقع له من الأمور والمحن. وما ربّك بظلّام للعبيد. أضربت عن ذكر [ذلك] كلّه لكونه متخلّقا بأخلاق الفقهاء، وأيضا من حملة الحديث الشريف. غير أنّنى أذكر من شعره ما تغزّل «١» به فى محبوبه المذكور. فمن ذلك قوله من قصيدة أوّلها:
[البسيط]
تغيّب الناس عن عينى سوى قمر ... حسبى من الناس طرّا ذلك القمر
وكلّه على هذه الكيفيّة.
وفيها توفّى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون أبو الوليد المخزومىّ الأندليسىّ القرطبىّ الشاعر المشهور المعروف بابن زيدون، حامل لواء الشعراء فى عصره. كانت وفاته فى شهر رجب بمدينة إشبيلية. ومن شعره:
[السريع]
أيّتها النفس إليه اذهبى ... فما لقلبى عنه من مذهب
مفضّض الثغر له نقطة ... من عنبر فى خدّه المذهب
أنسانى التّوبة من حبّه ... طلوعه شمسا من المغرب
وله القصيدة التى سارت بها الركبان الموسومة بالزيدونية التى أوّلها «٢» :
[البسيط]
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا