وفيها توفّى أحمد «١» بن محمد بن عقيل أبو العباس الشّهرزورىّ. كان محدّثا وسمع الكثير، وكان فاضلا فقيها شاعرا. مات ببيت المقدس فى ذى القعدة. ومن شعره من قصيدة طويلة قوله:
[البسيط]
سألت طيفك عن تلفيق «٢» إفكهم ... فقال معتذرا لا كان ما قالوا
سعى الوشاة بقطع الودّ بينكما ... وللمودّات بين الناس آجال
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان أبو محمد الخفاجىّ «٣» الحلبىّ الشاعر المشهور. كان فصيحا فاضلا. أخذ الأدب عن أبى العلاء المعرّى وغيره، وسمع الحديث وبرع فيه. ومات بقلعة اعزاز من أعمال حلب. ومن شعره قوله:
[الرمل]
أترى طيفكم لمّا سرى ... أخذ النّوم وأعطى السّهرا
يا عيونا بالغضا «٤» راقدة ... حرّم الله عليكن الكرى
ومنها:
سل فروع البان عن قلبى فقد ... وهم البارق فيما ذكرا
قال فى الرّبع وما أحسبه ... فارق الأظعان حتّى انفطرا «٥»
وفيها توفّى عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علىّ بن سليمان أبو محمد الكتّانىّ الصوفىّ الحافظ الدّمشقىّ أحد الرّحّالين فى طلب العلم. كان من المكثرين فى الحديث كتابة وسماعا مع الصدق والأمانة.