ابن الأمير طلحة الموفّق ابن الخليفة المتوكّل على الله جعفر ابن الخليفة المعتصم بالله محمد ابن الخليفة الرشيد بالله هارون ابن الخليفة المهدى بالله محمد ابن الخليفة أبى جعفر.
المنصور عبد الله بن محمد بن علىّ بن عبد الله بن عباس، أمير المؤمنين أبو جعفر الهاشمىّ العباسىّ البغدادىّ. وأمّه أمّ ولد روميّة تسمّى قطر النّدى. ماتت فى خلافته، حسب ما ذكرناه فى هذا الكتاب فى محلّه. ومولده فى سنة إحدى وتسعين وثلثمائة.
وبويع بالخلافة بعد موت أبيه وعمره إحدى وثلاثون سنة فى ذى الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وكان جميلا مليح الوجه أبيض اللّون مشربا بحمرة أبيض الرأس واللّحية، متديّنا ورعا زاهدا عالما، فى وجهه أثر صفار من قيام اللّيل، وكان يسرد الصوم، وكان قليل الجماع، ولهذا قلّ نسله. وكان سبب تركه الجماع أنّه جامع ليلة وبين يديه شمعة فصار صورته على الحائط صورة شنيعة، فقام عنها وقال:
لاعدت إلى مثلها. وكانت وفاته فى يوم الخميس ثالث عشر شعبان من هذه السنة، وله خمس وسبعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما، وقيل غير ذلك.
وأقام فى الخلافة أربعا وأربعين سنة. قلت: ومن الغرائب أن القائم هذا كان معاصرا للمستنصر العبيدى صاحب الترجمة وهو خليفة مصر، وكلاهما مكث فى الخلافة ما لم يمكثه غيره من آبائه وأجداده من طول المدّة؛ فالقائم هذا كانت مدّته أربعا وأربعين سنة، والمستنصر ستّين سنة؛ فما وقع للقائم لم يقع لأحد من العباسيّين، وما وقع للمستنصر لم يقع لأحد من الفاطميّين. وبويع بالخلافة بعد القائم حفيده عبد الله بن محمد الذّخيرة بن القائم المذكور. ومولده بعد وفاة أبيه الذخيرة بستّة أشهر، وتولّى تربيته جدّه القائم، ولقّب بالمقتدى «١» بالله.