وفيها توفّى علىّ بن الحسين بن أحمد بن الحسين أبو الحسن الثّعلبى، ويعرف بابن صصرى. ذكره الحافظ ابن عساكر وأثنى عليه. حدّث عن تمّام بن محمد وغيره، وكان ثقة. وأصل بنى صصرى من قرية بالموصل. ومات بدمشق.
وفيها توفّيت كوهر خاتون عمّة السلطان ملكشاه السّلجوقىّ أخت السلطان ألب أرسلان. كانت ديّنة عفيفة، صادرها نظام الملك لمّا مات أخوها ألب أرسلان وأخذ منها أموالا عظيمة. فخرجت إلى الرىّ لتمضى إلى المباركيّة «١» تستنجدهم على قتال الوزير نظام الملك، فأشار نظام الملك على ملكشاه بقتلها فقتلها. فلما وصل خبر قتلها إلى بغداد ذمّ الناس نظام الملك وقالوا: ما كفاه بناء هذه المدرسة النظاميّة وغصبه لأراضى الناس وأخذ أنقاضهم حتى دخل فى الدماء من قتله هذه المرأة! وأيضا أنّه أشار على ملكشاه بقتل عمّه قاورد بك المقدّم ذكره، ثم أشار على ملكشاه بكحل أولاد عمّه. وهجا نظام الملك جماعة من أهل العراق؛ فلمّا بلغ نظام الملك قال: ما أقام هذه الشناعة علىّ إلّا فخر الدولة بن جهير «٢» .
وفيها توفّى محمود بن نصر بن صالح صاحب حلب ويعرف بابن الروقليّة. كان عمّه عطيّة قد أخذ حلب منه، فتجهّز محمود هذا وأتاه وحصره حتّى استعادها منه.
ومات بها فى ليلة الخميس ثالث عشر شعبان، وهى الليلة التى مات فيها الخليفة القائم بأمر الله العباسىّ. وسبب موته أنه عشق جارية لزوجته، وكانت تمنعه منها، فماتت الجارية فحزن عليها حتّى مات بعد يومين. ولمّا مات وقع بين العسكر الخلاف.
وكان محمود هذا قد أوصى إلى ولده أبى المعالى شبل وأسكنه القلعة والخزائن عنده؛