الطعام بلغت فى دمشق نيّفا وثمانين دينارا مغربيّة، وبقيت على ذلك أربع سنين «١» .
والكارتان ونصف غرارة بالشامىّ. فتكون الغرارة بمائتى دينار. وهذا شىء لم يعهد مثله فى سالف الأعصار. قلت «٢» : ولا بعده. وقد تقدّم ذكر هذا الغلاء بمصر والشام فى ترجمة المستنصر هذا.
وفيها توفّى أحمد بن علىّ بن محمد القاضى أبو الحسين جلال الدولة الشريف العلوىّ، كان ولى قضاء دمشق للمستنصر، وهو آخر قضاة المصريّين الرافضة، وهو الذي أجار الخطيب البغدادىّ لمّا أمر أمير دمشق بقتله. قال يوما وعنده [أبو] الفتيان بن حيّوس: وددت أنّى فى الشجاعة مثل جدّى علىّ، وفى السخاء مثل حاتم. فقال له [أبو] الفتيان بن حيّوس: وفى الصدق مثل أبى ذرّ-[الغفارىّ «٣» ] .
فخجل الشريف، فإنّه كان يتزيّد فى كلامه.
وفيها توفّى إسماعيل بن علىّ أبو محمد «٤» العين زربىّ الشاعر الفصيح. كان يسكن دمّشق وبها مات. ومن شعره:
[الطويل]
وحقّكم لا زرتكم فى دجنّة ... من الليل تخفينى كأنّى سارق