للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها فى صفر غلب على المدينة النبويّة محيط العلوىّ وأعاد خطبة المستنصر هذا بها، وطرد عنها أميرها الحسين بن مهنّا فقصد الحسين ملكشاه السّلجوقىّ.

وفيها توفّى- والصحيح فى التى قبلها- علىّ بن أحمد بن محمد بن علىّ أبو الحسن الواحدىّ النيسابورىّ. كان من أولاد التجار من ساوة، وكان «١» أوحد عصره فى التفسير. كان إماما عالما بارعا محدّثا، صنف التفاسير الثلاثة: «البسيط» و «الوجيز» و «الوسيط» . والغزالىّ أخذ هذه الأسماء برمّتها وسمّى بها تصانيفه.

وصنّف الواحدىّ أيضا «أسباب النزول» فى مجلّد و «شرح الأسماء الحسنى» وكتبا كثيرة غير ذلك. وكان له أخ اسمه عبد الرحمن قد تفقّه وحدّث أيضا.

وفيها توفّى إسفهدوست «٢» بن محمد بن الحسن أبو منصور الدّيلمىّ الشاعر. كان أوّلا يهجو الصحابة- رضى الله عنهم- والناس، ثم تاب وحسنت توبته.

وقال فى ذلك قصيدة طنّانة أولها:

[الكامل]

لاح الهدى فجلا عن الأبصار ... كاللّيل يجلوه ضياء نهار

ورات سبيل الرشد عينى بعد ما ... غطّى عليها الجهل بالأستار

ومنها:

وعدلت عما كنت معتقدا له ... فى الصحب صحب نبيّك «٣» المختار

السيد الصدّيق والعدل الرّضى ... عمر وعثمان شهيد الدار

وهى طويلة جدّا.