للأسقف. فلم تزل شيزر بيده وبيد أولاده إلى أن هدمتها الزلزلة وقتلت أكثر من كان بها؛ فعند ذلك أخذها السلطان الملك العادل نور الدين محمود الشهيد وأصلحها وجدّدها. وأمّا سديد الملك فلم يحيى بعد أن تملّكها إلّا نحو السنة ومات. وكان شجاعا فارسا شاعرا. وملكها بعده ابنه أبو المرهف نصر.
وفيها توفّى سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث الإمام أبو الوليد التّجيبيّ القرطبىّ الباجىّ صاحب التصانيف. أصله بطليوسىّ، «١» وانتقل آباؤه إلى باجة، وهى مدينة قريبة من إشبيلية. وولد فى ذى القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
ورحل البلاد وحجّ وسافر إلى الشام وبغداد، وسمع بهما الكثير. قال القاضى عياض: وولى قضاء مواضع من الأندلس، وذكر مصنّفاته وأثنى على علمه وفضله.
وفيها توفّى نور الدولة دبيس بن علىّ بن مزيد أبو الأغرّ صاحب الحلّة «٢» . عاش ثمانين سنة، كان فيها أميرا نيّفا وستّين سنة؛ وكان الطبول تضرب على بابه فى أوقات الصلوات، وكان جوادا ممدّحا، كان محطّ رحال الرافضة- أخزاهم الله- وملك بعده ابنه أبو كامل بهاء الدولة منصور.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثمانى عشرة إصبعا. وفتح الخليج فى خامس عشرين مسرى، والماء على ثمانى عشرة إصبعا من ستّ عشرة ذراعا. وكان الوفاء أوّل أيّام النسىء. وبلغ ثمانى عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا. ونقص فى ثالث بابة.