للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها بنى أمير الجيوش بدر الجمالىّ جامع العطّارين «١» بالإسكندرية. وسببه أنّ ولد بدر الجمالىّ عصى عليه وتحصّن بالإسكندرية. فسار إليه أبوه بدر الجمالىّ حتى نزل على الإسكندرية وحاصرها شهرا حتّى طلب أهلها الأمان وفتحوا له الباب، فدخلها وأخذ ابنه أسيرا ثم بنى هذا الجامع.

وفيها توفّى عبد السعيد بن محمد بن عبد الواحد أبو نصر بن الصبّاغ الفقيه الشافعىّ. ولد سنة أربعمائة، وتفقّه وبرع حتّى صار فقيه العراق، وكان يقدّم على أبى إسحاق الشيرازىّ فى معرفة مذهبه. وصنّف الكتب فى الفقه، منها: «الشامل» و «الكامل» و «تذكرة العالم» و «الطريق السالم» . وولى تدريس النّظاميّة قبل أبى إسحاق عشرين يوما. ومات فى جمادى الأولى.

وفيها توفّى مسلم بن قريش بن بدران الأمير أبو البركات شرف الدولة أمير بنى عقيل صاحب الموصل والجزيرة وحلب. وزوّجه السلطان ألب أرسلان السلجوقى أخته. وكان شجاعا جوادا ذا همّة وعزم، احتاج إليه الخلفاء والملوك والوزراء، وخطب له على المنابر من بغداد إلى العواصم والشام. وأقام حاكما على البلاد نيّفا وعشرين سنة. ولمّا مدحه ابن حيّوس بقصيدته التى أوّلها:

[الكامل]

ما أدرك الطّلبات «٢» مثل مصمّم ... إن أقدمت أعداؤه لم يحجم

فأعطاه الموصل جائزة له، فأقامت فى حكمه ستة أشهر. وقتل مسلم هذا فى وقعة كانت بينه و [بين سليمان «٣» بن] قتلمش فى هذه السنة.