للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره:

[المنسرح]

كم ساءنى الدّهر ثم سرّ فلم ... يدم لنفسى همّا ولا فرحا

ألقاه بالصبر ثم يعركنى ... تحت رحا من صروفه فرحا

وفيها توفّى الأمير آق سنقر بن عبد الله قسيم الدولة التّركىّ. كان شجاعا عادلا منصفا، وكان الملوك السلجوقيّة يحترمونه، ولم يكن له ولد غير زنكى. وآق سنقر هذا هو جدّ الملك العادل نور الدين محمود المعروف بالشهيد. ولمّا قتل آق سنقر انضمّ على ولده زنكى مماليك أبيه وصار معهم، واستفحل أمره، على ما يأتى ذكره إن شاء الله فى عدّة مواطن.

وفيها توفّى أمير الجيوش بدر الجمالىّ الأرمنىّ وزير مصر للمستنصر بل صاحب أمرها وعقدها وحلّها. كان أوّلا ولى الشام والسواحل للمستنصر، ثم خالفه مدّة وأقام بعكّا، إلى أن استدعاه المستنصر المذكور إلى مصر بعد أن اختلّ أمرها من الغلاء والفتن؛ وفوّض إليه أمور مصر والشام وجميع ممالكه؛ فاستقامت الأمور بتدبيره وسكنت الفتن، وصار الأمر كلّه له؛ وليس للخليفة المستنصر معه سوى الاسم لا غير. ومات قبل المستنصر بأشهر. ولمّا مات بدر الجمالىّ أقام المستنصر ابنه أبا القاسم شاهنشاه «١» ، ولقّبه الأفضل؛ فأحسن الأفضل السّيرة فى الرعيّة، لكنه عظم فى الدولة أضعاف مكانة أبيه. وخلّف بدر الجمالىّ أموالا كثيرة يضرب بها المثل.

أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وإحدى وعشرون إصبعا.