للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية) . فأمر الخليفة بكشط الميم وردّ القصة؛ فبقيت «الخادم العاوى» .

وكانت وفاته بأصبهان. ومن شعره وأجاد إلى الغاية:

[الطويل]

تنكّر لى دهرى ولم يدر أننى ... أعزّ وأحداث الزمان تهون

وظلّ يرينى الخطب كيف اعتداؤه ... وبتّ أريه الصبر كيف يكون

وفيها توفّى الأمير مودود صاحب الموصل. كان قدم الشام لمساعدة الأتابك ظهير الدين طغتكين وكسر الفرنج. وكان مودود هذا يدخل كلّ جمعة فيصلى بجامع دمشق ويتبرّك بمصحف عثمان رضى الله عنه. فدخل على عادته ومعه الأتابك طغتكين يمشى فى خدمته والغلمان حوله بالسيوف مسلّلة؛ فلمّا صار فى صحن الجامع وثب عليه رجل لا يؤبه له، وقرب من مودود هذا كأنّه يدعو له، وضربه بخنجر أسفل سرّته ضربتين، إحداهما نفذت إلى خاصرته، والأخرى إلى فخذه، والسيوف تأخذه من كلّ ناحية؛ وقطع رأسه ليعرف شخصه فما عرف.

ومات مودود من يومه، وكان صائما فلم يفطر، وقال: والله ما ألقى الله إلّا صائما.

وكان من خيار الملوك دينا وشجاعة وخيرا. ولمّا بلغ السلطان محمدا شاه السلجوقىّ موته أقطع الموصل والجزيرة لآق سنقر البرسقىّ، وأمره بتقديم عماد الدين زنكى والرجوع إلى إشارته. وزنكى هذا هو والد الملك العادل نور الدين محمود المعروف بالشهيد، المنشئ «١» لدولة بنى أيوب.

أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثمانى أذرع وخمس عشرة إصبعا.

مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبعان.