للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى محمد بن علىّ- وقيل محمد بن محمد- بن صالح الشيخ الأديب أبو يعلى العبّاسىّ المعروف بابن الهبّاريّة «١» الشاعر البغدادىّ. كان فيه إقدام بالهجو على أرباب المناصب. وقدم أصبهان وبها السلطان ملكشاه السلجوقىّ ووزيره نظام الملك حسن الطّوسىّ، فدخل على النظام المذكور ومعه رقعتان، رقعة فيها هجوه والأخرى فيها مدحه؛ فأعطاه التى فيها الهجو يظنّ أنها التى فيها المدح. وكان الهجو:

[الكامل]

لا غرو أن ملك ابن إس ... حاق وساعده القدر

وصفا لدولته وخص ... أبا المحاسن «٢» بالكدر

فالدهر كالدّولاب لي ... س يدور إلّا بالبقر

- وأبو المحاسن الذي أشار إليه كان صهر نظام الملك، وكان بينهما عداوة- فكتب نظام الملك: يصرف لهذا القوّاد رسمه مضاعفا. ثم هجاه بعد ذلك فأهدر دمه. قال العماد الكاتب: كان ابن الهبّاريّة من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسّخف، وسلك فى قالب ابن «٣» حجّاج وفاقه فى الخلاعة والمجون.

ومن شعره أيضا:

[الكامل]

وإذا البيادق فى الدّسوت تفرزنت ... فالرأى أن يتبيدق الفرزان

وإذا النفوس مع الدنوّ تباعدت ... فالحزم أن تتباعد الأبدان

خد جملة البلوى ودع تفصيلها ... ما فى البريّة كلّها إنسان

قلت: وابن الهبّاريّة هذا هو صاحب «الصادح «٤» والباغم» .