وفيها توفّى محمد بن علىّ بن ميمون الحافظ أبو الغنائم بن النّرسىّ الكوفىّ، محدّث مشهور ويعرف بأبىّ «١» لأنّه كان جيّد القراءة، وسمع الحديث الكثير وسافر البلاد، وختم به علم الحديث بالكوفة. قال محمد بن ناصر: ما رأيت مثل أبى الغنائم فى ثقته «٢» وحفظه، ما كان أحد يقدر أن يدخل فى حديثه ما ليس منه. وعاش ستا وثمانين سنة.
وفيها توفّى محفوظ بن أحمد بن الحسن أبو الخطّاب الكلواذانىّ «٣» الفقيه الحنبلىّ.
تفقّه على القاضى أبى يعلى، وسمع الحديث وحدّث وأفتى ودرّس، وصنّف «الهداية «٤» » وغيرها، وشهد عند قاضى القضاة أبى عبد الله الدّامغانىّ الحنفىّ. وكان فاضلا شاعرا. وله قصيدة «٥» من جنس العقيدة؛ أولها:
[الكامل]
دع عنك تذكار الخليط المنجد ... والشّوق نحو الآنسات الخرّد
والنوح فى أطلال سعدى إنّما ... تذكار سعدى شغل من لم يسعد
وله أيضا من غير هذه القصيدة:
[الوافر]
لئن جار الزمان علىّ حتّى ... رمانى منه فى ضنك وضيق
فإنّى قد خبرت له صروفا ... عرفت بها عدوّي من صديقى