للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها توفّى أحمد بن حامد بن محمد أبو نصر المستوفى المعروف بالعزيز عمّ العماد الكاتب. قبض عليه الأنساباذىّ «١» وزير طغرل وسلّمه إلى بهروز الخادم، فحمله إلى تكريت «٢» فقتل بها. وكان من رؤساء الأعاجم، ولد بأصبهان، وهو من بيت كتابة وفضل.

وفيها توفّى الملك تاج الملوك بورى بن ظهير الدين طغتكين صاحب دمشق.

ولى أمر دمشق بعد موت أبيه الأتابك طغتكين فى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.

وكان حليما شجاعا شهما. قتل أبا علىّ المزدقانىّ وجماعة كثيرة من الإسماعيليّة. قال ابن عساكر: بعث إليه الإسماعيليّة برجلين فضرباه بالسكاكين، وهو قد خرج من الحمام، فأثّر فيه بعض الأثر، وأقام ينتقض «٣» عليه الجرح تارة ويندمل تارة إلى أن مات فى شهر رجب بعد سنين. ولما احتضر أوصى إلى ولده شمس الملوك إسماعيل فولى بعده. وكانت ولاية بورى على دمشق ثلاث سنين وشهورا.

وفيها توفّى عبد الكريم بن حمزة بن الخضر المحدّث الفاضل ابن محمد السلمىّ الدمشقىّ، سمع الكثير، وتوفّى بدمشق. وأنشد لأبى القاسم العجلىّ قوله:

[البسيط]

الضيف مرتحل والمال عارية ... وإنّما الناس فى الدنيا أحاديث

فلا تغرنّك الدنيا وزهرتها ... فإنّها بعد أيّام مواريث

واعمل لنفسك خيرا تلق نائله ... فالخير والشر بعد الموت مبثوث