للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن دقماق السلجوقىّ، صاحب أذربيجان وغيرها، الذي كسره السلطان مسعود وجرى له معه وقائع وحروب- تقدّم ذكر بعضها- حتّى استولى على تلك النواحى. وكان سبب موته أنّه ركب يوما فى سوق تبريز، فوثب عليه قوم من الباطنيّة فقتلوه غيلة، وقتلوا معه جماعة من خواصّه، ودفن بتبريز. وكان ملكا شجاعا جوادا عادلا فى الرعيّة يباشرا الحروب بنفسه.

وفيها توفّى العلامة قاضى القضاة عبد المجيد بن إسماعيل بن محمد أبو سعيد الهروىّ الحنفىّ قاضى بلاد الروم. كان إماما فقيها متبحّرا مصنّفا، وله مصنّفات كثيرة فى الأصول والفروع، وخطب ورسائل، وأدّب وأفتى ودرّس سنين عديدة.

ومات بمدينة قيساريّة فى شهر رجب من السنة المذكورة. ومن شعره:

[الكامل]

وإذا متتّ إلى الكريم خديعة ... فرأيته فيما تروم يسارع «١»

فاعلم بأنّك لم تخادع جاهلا ... إنّ الكريم بفعله يتخادع

وفيها توفّى القان «٢» ملك الخطا والترك الملك كوخان «٣» وهو على كفره. وأظنّه هو الذي كسر سنجرشاه السلجوقىّ المقدّم ذكره، وقتل تلك الأمم. والله أعلم.

وفيها توفّى القاضى المنتخب أبو المعالى محمد بن يحيى بن علىّ القرشىّ قاضى قضاة دمشق وعالمها، مات بها فى شهر ربيع الأوّل وله تسع «٤» وتسعون سنة.

وفيها توفّى صاحب المغرب أمير المسلمين أبو الحسن على بن يوسف بن تاشفين المعروف بالملثّم، قاله الذهبىّ فى تاريخ الإسلام.