قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد ولي ديار مصر لمعاوية. انتهى كلام الذهبي.
وقال ابن عبد «١» الحكم: مسلمة بن مخلد الأنصاري لهم عنه حديث واحد ليس [لهم «٢» ] عنه غيره، وهو حديث موسى بن علي عن أبيه أنه سمعه يقول وهو على المنبر:
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين. لم يرو عنه غير أهل مصر، وأهل «٣» البصرة لهم عنه حديث واحد، وهو حديث أبي هلال الراسبي قال حدثنا جبلة ابن عطية عن مسلمة بن مخلد: أنه رأى معاوية يأكل، فقال لعمرو بن العاص:
إن ابن عمك لمخضد، ثم قال: أما إني أقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد ووقه العذاب» . وربما أدخل بعض المحدثين بين جبلة بن عطية وبين مسلمة رجلاً.
وقد ولي مسلمة بن مخلد مصر، وهو أول من جمع له مصر والمغرب، وتوفي سنة اثنتين وستين، وكان يكنى أبا سعيد. انتهى كلام ابن عبد الحكم. وكان مسلمة كثير العبادة.
قلت: وأما غزوة القسطنطينية التي وعدنا بذكرها فإنها كانت في سنة تسع وأربعين؛ وكان مسلمة هذا حرض معاوية عليها، فأرسل إليها معاوية جيشاً كثيفاً وأمر عليهم سفيان بن عوف وأمر ابنه يزيد بالغزاة معهم، فتثاقل يزيد واعتذر، فأمسك عنه أبوه، فأصاب الناس في غزاتهم جوع ومرض شديد؛ فأنشد يزيد يقول: