للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى الأمير أبو الحسن علىّ بن دبيس صاحب الحلّة. كان شجاعا جوادا إلّا أنّه كان على عادة أهل الحلّة رافضيّا خبيثا.

وفيها توفّى قتيلا الوزير علىّ «١» بن سلّار وزير الظافر صاحب الترجمة بديار مصر.

كان يلقّب بالملك العادل. وتولّى الوزر بعده عبّاس أبو نصر الذي قتل الظافر، حسب ما ذكرنا ذلك كلّه مفصّلا.

وفيها ملكت الفرنج عسقلان «٢» بالأمان بعد أن قتل من الفريقين خلق كثير، وكان قد تمادى القتال بينهم فى كلّ سنة إلى أن سلّموها. وأخذ الفرنج جميع ما كان فيها من الذخائر وغيرها.

وفيها توفّى أحمد بن منير بن أحمد «٣» الأديب أبو الحسين الطرابلسىّ الشاعر المشهور المعروف بالرّفاء. ولد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بطرابلس. وكان بارعا فى اللغة والعربيّة والأدب إلّا أنّه خبيث اللّسان كثير الفحش. حبسه الملك تاج الملوك بورى صاحب دمشق، وعزم على قطع لسانه؛ فاستوهبه منه الحاجب يوسف بن فيروز فوهبه له فنفاه. وكان هجا خلائق كثيرة، وكان بينه وبين ابن القيسرانى مهاجاة، وكان رافضيّا. وكانت وفاته بحلب فى جمادى الآخرة.

ومن شعره:

[الطويل]

جنى وتجنّى والفؤاد يطيعه ... فلا ذاق من يجنى عليه كما يجنى

فإن لم يكن عندى كعينى ومسمعى ... فلا نظرت عينى ولا سمعت أذنى