للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحلب وبرع فى الأدب وقول الشعر، وشرح ديوان المتنّبىّ. ومما ينسب إليه من الخمريات- وقيل هما لغيره- قوله:

[الوافر]

مجرّة جدول وسماء آس ... وأنجم نرجس وشموس ورد

ورعد مثلّث وسحاب كأس ... وبرق مدامة وضباب ندّ

قلت: ويعجبنى فى هذا المعنى قول يزيد بن معاوية:

[الكامل]

ومدامة حمراء فى قارورة ... زرقاء تحملها يد بيضاء

فالراح شمس والحباب كواكب ... والكفّ قطب والإناء سماء

وما أظرف قول ديك الجنّ عبد السلام بن رغبان:

[الوافر]

شربنا فى غروب الشمس شمسا ... لها وصف يجلّ عن الصفات

عجبت لعاصريها كيف ماتوا ... وقد صنعوا لنا ماء الحياة

ومما قيل فى هذا المعنى- دو بيت-:

يا ساقى خصّنى بما تهواه ... لا تمزج اقداحى رعاك الله

دعها صرفا فإنّنى أمزجها ... إذ أشربها بذكر من أهواه

وفيها توفّى علىّ بن الحسين الشيخ الإمام الواعظ أبو الحسن «١» الغزنوىّ الملقّب بالبرهان. قدم بغداد وسمع الحديث ووعظ، وكان فصيحا مفوّها. كان السلطان مسعود السّلجوقىّ يزوره. ولمّا أقام ببغداد أمرت الخاتون زوجة الخليفة المستظهر أن يبنى له رباط ووقفت عليه قرية اشترتها من الخليفة المسترشد. وانتفع الناس بجاهه وماله. وكان له أدب ونظم. فمن شعره قوله:

[السريع]

كم حسرة لى فى الحشا ... من ولد إذا نشا «٢»

وكم أردت رشده ... فما نشا كما نشا