للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشمس حتى رئيت النجوم باديةً «١» ، فأعظم الناس ذلك فتركه. وقيل: بل أتاه جابر وأبو هريرة فقالا له: يا أمير المؤمنين، لا يصلح أن يخرج منبر النبي صلى الله عليه وسلم من موضع وضعه وتنقل عصاه إلى الشام، فانقل المسجد؛ فتركه معاوية وزاد فيه ست درجات واعتذر مما صنع. وفيها افتتح معاوية بن حديج (بضم الحاء المهملة مصغراً) فتحاً كبيراً بالمغرب، وكان قد جاءه عبد الملك بن مروان في مدد أهل المدينة. وهذه أول غزوة لعبد الملك بن مروان. وفيها ولى معاوية زياداً البصرة والكوفة معاً بعد موت المغيرة بن شعبة، فعزل زياد الربيع عن سجستان وولاها لعبيد الله بن أبي بكرة. وفيها غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية وكان معه فيها وجوه الناس، وممن كان معه أبو أيوب الأنصاري وقد ذكرناها (أعني هذه الغزوة فى أصل الترجمة) . وفيها توفى السيد حسن بن علىّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، وكنيته أبو محمد الهاشمي، القرشي السيد ابن السيد ابن السيدة فاطمة الزّهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في شعبان سنة ثلاث من الهجرة، وقيل في نصف شهر رمضان منها، قاله الواقدىّ. وكان ريحانة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وشبيهاً به. ولي الخلافة بعد موت أبيه علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين؛ واجتمع عليه المسلمون وأحبوه حباً شديداً وألزموه حرب معاوية، فسار على كرهٍ منه، فلما كان في بعض الطريق اختلف عليه بعض أصحابه فضاق صدره، ثم أرسل إلى معاوية يسأله الصلح ويسلم له الأمر، فوقع ذلك وشق على أصحابه وكادت نفوسهم تذهب، ودخل عليه سفيان أحد أصحابه وقال له: السلام عليك