للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى أحمد بن عمر «١» الشيخ الإمام العلّامة أبو اللّيث السّمرقندىّ الحنفىّ.

كان إماما فقيها حسن الهيئة كثير الصّمت غزير العلم واسع الحفظ. حجّ وعاد إلى بغداد، وصنّف التصانيف المفيدة النافعة، وتفقّه به جماعة كبيرة. ولمّا خرج من بغداد خرج الناس لوداعه، فلمّا ودّعهم أنشد:

[البسيط]

يا عالم الغيب والشّهادة ... إنّ «٢» بتوحيدك الشهاده

أسأل فى غربتى وكربى ... منك وفاة على الشهاده

وخرج فى قافلة؛ فلما ساروا قطع قوم الطريق على القافلة المذكورة وقتلوا منهم جماعة كبيرة من العلماء، فيهم صاحب الترجمة، فقتل الجميع شهداء.

وفيها توفّى أحمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله. ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. كان أديبا شاعرا فاضلا. ومن شعره:

[دو بيت]

ساروا وأقام فى فؤادى الكمد ... لم يلق كما لقيت منهم أحد

شوق وجوى ونار وجد تقد ... مالى جلد ضعفت مالى جلد

وفيها توفّى السلطان سنجر شاه ابن السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق، السلطان أبو الحارث- وقيل:

اسمه أحمد. وسمّى بسنجر لأنّه ولد بسنجار فى شهر رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة حين توجّه أبوه إلى غزو الروم- ونشأ ببلاد الخوز «٣» ، وسكن خراسان واستوطن مدينة مرو. وكان دخل بغداد مع أخيه محمد شاه على الخليفة المستظهر.

قال سنجر شاه: فلمّا وقفنا بين يدى الخليفة المذكور ظنّ أنى أنا السلطان، فافتتح