للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها هرب عزّ الدين محمد بن الوزير عون الدّين بن هبيرة من دار الخلافة، وكان صودر بعد موت والده.

وفيها توفّى عبد العزيز بن الحسين بن الحبّاب أبو المعالى القاضى الجليس السعدىّ، كان يجالس خلفاء مصر من بنى عبيد فسمّى الجليس. وكان أديبا مترسّلا شاعرا. ومن شعره وأبدع:

[الطويل]

ومن عجيب أنّ الصوارم فى الوغى ... تحيض بأيدى القوم وهى ذكور

وأعجب من ذا أنّها فى أكفّهم ... تأجّج نارا والأكفّ بحور

وفيها توفّى شيخ الإسلام تاج العارفين محيى الدين أبو محمد عبد القادر بن أبى صالح موسى بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله ابن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن أبى محمد المثنّى بن الحسن بن علىّ ابن أبى طالب الهاشمىّ القرشىّ العلوىّ الجيلىّ الحنبلىّ السيد الشريف الصالح المشهور المعروف بسبط أبى عبد الله الصّومعىّ الزاهد. وكان يعرف بجيلان «١» . وأمّه أمّ الخير أمة الجبّار فاطمة بنت أبى عبد الله الصّومعىّ. مولده بجيلان فى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. كان شيخ العراق صاحب حال ومقال، عالما عاملا قطب الوجود، إمام أهل الطريقة، قدوة المشايخ فى زمانه بلا مدافعة. ومناقبه وشهرته أشهر من أن تذكر. كان ممّن جمع بين العلم والعمل، أفتى ودرّس ووعظ سنين، ونظم ونثر؛ وكان محقّقا، صاحب لسان فى التحقيق، وبيان فى الطريق. وهو أحد المشايخ الذين طنّ ذكرهم فى الشرق والغرب. أعاد الله علينا من بركاته وبركات أسلافه الطاهرين.