للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففعلوا ذلك وانفتح الطريق وسلكه المسلمون؛ ودخل السلطان عكّا فأشرف على أمورها؛ ثم جرى بين الفريقين مناوشات فى عدّة أيام، وتأخّر الناس إلى تلّ العياضيّة وهو مشرف على عكّا. وفى هذه المنزلة توفّى الأمير حسام الدين طمان المقدّم ذكره، وذلك فى نصف شعبان من سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وكان من الشّجعان» .

قال ابن خلّكان: «قال شيخنا ابن شدّاد: وسمعت السلطان ينشد- وقد قيل له: إنّ الوخم قد عظم بعكّا، وإنّ الموت قد فشا بين الطائفتين-:

اقتلانى «١» ومالكّا ... واقتلا مالكّا معى

- قلت: وهذا الشعر له سبب ذكرناه فى ترجمة الأشتر النّخعىّ، اسمه مالك، فى أوائل هذا الكتاب فإنّه ملك مصر، وكان الأشتر من أصحاب علىّ بن أبى طالب- رضى الله عنه- والحكاية مطوّلة تنظر فى ترجمة مالك (أعنى الأشتر النّخعىّ من هذا الكتاب-.

قال ابن شدّاد: ثم إنّ الفرنج جاءهم الإمداد من البحر، واستظهروا على الجماعة الإسلاميّة بعكّا، وكان فيهم الأمير سيف الدين علىّ بن أحمد الهكّارىّ المعروف بالمشطوب، والأمير بهاء الدين قراقوش الخادم الصّلاحىّ، وضايقوهم أشدّ مضايقة إلى أن غلبوا عن حفظ البلد. فلمّا كان يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة [سنة «٢» سبع وثمانين وخمسمائة] خرج من عكّا رجل عوّام فى البحر، ومعه كتب إلى السلطان من المسلمين يذكرون حالهم وما هم فيه، وأنّهم تيقّنوا