السلطانية «١» ثم نقلا بعد سنتين «٢» إلى مدينة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم. وكان ابنه السلطان، صلاح الدين قد عاد من الكرك فبلغه خبر موته فى الطريق، فوجد عليه وتأسّف حيث لم يحضره. وخلّف من الذكور ستة: السلطان صلاح الدين يوسف، وأبا بكر العادل الآتى ذكره فى ملوك مصر، وشمس الدولة توران شاه وهو أكبر الجميع، وشاهنشاه، وسيف الإسلام طغتكين، وتاج الملوك بورى وهو الأصغر.
وفيها توفّى الحسن بن أبى الحسن صافى ملك النحاة مولى الحسين بن الأرموىّ التاجر البغدادىّ، قرأ النحو وأصول الدين والفقه والخلاف والحديث وبرع فى النحو وفاق أهل زمانه، وسافر البلاد وصنّف الكتب فى فنون العلوم، من ذلك «المقامات» التى من جنس «مقامات الحريرىّ» ؛ وكان يقول: مقاماتى جدّ وصدق، ومقامات الحريرىّ هزل وكذب. قلت: ولكن بين ذلك أهوال.
ومن مصنّفاته كتاب أربعمائة كراسة، سمّاها «التذكرة السفريّة «٣» » .
وفيها توفى سعد الدين بن علىّ بن القاسم بن علىّ أبو المعالى الكتبىّ الحظيرىّ الحنفىّ، كان شاعرا فاضلا. والحظيرة: قرية فوق بغداد وهى (بفتح الحاء المهملة وكسر الظاء المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء) وإلى هذه القرية ينسب كثير من العلماء. ومن شعر الحظيرىّ- رحمه الله تعالى وعفا عنه-: