وفيها عمّر صلاح الدين مدرسة الشافعىّ «١» بالقرافة، وتولّى الشيخ نجم الدين الخبوشانىّ عمارتها. وعمّر البيمارستان «٢» فى القصر، ووقف عليه الأوقاف.
وفيها حجّ بالناس من الشام قيماز النّجمىّ.
وفيها توفّى علىّ بن منصور أبو الحسن السّروجىّ الأديب، مؤدّب أولاد الأتابك زنكى بن آق سنقر، كان يأخذ الماء بفيه ويكتب به على الحائط كتابة حسنة كأنّها كتبت بقلم الطومار، وينقط ما يكتب ويشكله. ومن شعره فى فصل الربيع وفضل دمشق، ومدح نور الدين قصيدة طنّانة أوّلها:
فصل الربيع زمان نوره نور ... أنفاس «٣» أشجاره مسك وكافور
وفيها توفّى محمد بن مسعود أبو المعالى، خرج إلى الحجّ فى هذه السنة فتوفّى يفند «٤» ، كان أديبا فاضلا. ومن شعره هجو فى قاض ولى القضاء:
ولمّا [أن «٥» ] تولّيت القضايا ... وفاض الجور من كفّيك فيضا
ذبحت بغير سكّين وإنّى ... لأرجو الذبح بالسّكّين أيضا
وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن القاسم أبو الفضل كمال الدين الشهرزورىّ قاضى دمشق. مولده فى سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، كان إماما فاضلا فقيها مفتنّا، كان إليه فى أيّام نور الدين الشهيد مع القضاء أمر المساجد والمدارس والأوقاف والحسبة، والأمور الدينيّة والشرعيّة. وكان صاحب القلم والسيف، وكانت شحنجية دمشق إليه، ولّى فيها بعض غلمانه؛ ثم ولّاها نور الدين بعد ذلك