فيها ختن السلطان صلاح الدين ولده الملك العزيز عثمان.
وفيها توفّى الخليفة أمير المؤمنين المستضىء بأمر الله أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد بن المقتفى محمد العباسىّ الهاشمىّ البغدادىّ. كان أحسن الخلفاء سيرة، كان إماما عادلا شريف النفس حسن السيرة ليس للمال عنده قدر، حليما شفيقا على الرعيّة، أسقط المكوس والضرائب فى أيّام خلافته، وكانت وفاته ببغداد فى ثانى ذى القعدة عن ستّ «١» وثلاثين سنة، وكانت خلافته تسع سنين. وهو الذي عادت الخطبة باسمه فى الديار المصريّة والبلاد الشاميّة والثغور، واجتمعت الأمّة على خليفة واحد، وانقطع فى أيّامه دولة بنى عبيد الفاطميّين الرافضة من مصر وأعمالها.
ولله الحمد. وأمّه أمّ ولد مولّدة.
وفيها توفّيت الزاهدة العابدة علم بنت عبد الله بن المبارك. كانت تضاهى رابعة العدويّة فى زمانها، مرض ولدها أحمد بن الزّبيدىّ فاحتضر، وجاء وقت الصلاة، فقالت: يا بنى، ادخل فى الصلاة، فدخل وكبر ومات، فخرجت إلى النساء وقالت: هنّيننى! قلن ماذا؟ قالت: ولدى مات فى الصلاة. فتعجّب الناس من ذلك. وكانت وفاتها ببغداد، وعمرها مائة سنة وستّ سنين، ولم يتغيّر لها شىء من حواسّها.
وفيها توفّى منصور بن نصر بن الحسين الرئيس ظهير الدين صاحب المخزن للخلفاء، ونائب الوزارة. نال من الوجاهة والرياسة ما لم ينله غيره من أطباقه، إلى أن قبض عليه الخليفة الناصر لدين الله، وعلى أصحابه وحواشيه، وصادره وأجرى عليه العقوبة إلى أن مات.