فيها عاد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيّوب صاحب الترجمة من دمشق إلى القاهرة، واستناب على الشام [ابن «١» ] أخيه عزّ الدين فرخشاه.
وفيها أمر السلطان صلاح الدين أخاه سيف الإسلام طغتكين بالمسير إلى اليمن، فأخذ يتجهّز للمسير.
وفيها بعث السلطان صلاح الدين الخادم بهاء الدين قراقوش إلى «٢» اليمن، فتوجّه وقبض على سيف الدولة مبارك بن كامل بن منقذ، وطلب منه المال؛ وكان نائب أخيه توران شاه.
وفيها بنيت قلعة «٣» الجبل بالقاهرة.
وفيها توفّى الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى ابن آق سنقر صاحب حلب بمرض القولنج، وكان لمّا اشتدّ به مرض القولنج وصف له الحكماء قليل خمر، فقال: لا أفعل حتّى أسأل الفقهاء. فسأل الشافعيّة «٤» فأفتوه بالجواز فلم يقبل، وقال: إن الله تعالى قرّب أجلى، أيؤخّره شرب الخمر! قالوا: لا. قال: فو الله لا لقيت الله وقد فعلت ما حرّم علىّ، فمات ولم يشر به.
ولمّا أشرف على الموت أحضر الأمراء واستحلفهم لابن عمّه عزّ الدين [مسعود «٥» ابن مودود] صاحب الموصل؛ فقيل له: لو أوصيت لابن عمك عماد الدين صاحب سنجار! فإنّه صعلوك ليس له غير سنجار، وهو تربية أبيك وزوج أختك،