للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طويلة يجرح ذكرها القلوب، غير أننا نختصر منها ما نعرف به وفاته وكيفية خروجه حتى ظفر به.

وهو أنه لما ولي يزيد بن معاوية الخلافة بعد موت أبيه بايع الناس السيد الحسين بالخلافة وخرج في جموعه بعد أن خلع الفاسق يزيد المذكور من الخلافة، فانتدب لقتاله بأمر يزيد ابن مرجانة (أعني عبيد الله بن زياد) وقاتله حتى ظفر به وقتله بعد أمور وحروب. وكان قاتل الحسين رضي الله عنه الشمر «١» اللعين الطريد من رحمة الله، قتله بكربلاء. وقتل مع الحسين من إخوته لأبيه جعفر وعتيق ومحمد والعباس الأكبر بنو علي، وابن الحسين الأكبر علي، وهو غير علي زين العابدين، وابنه عبد الله، وابن أخيه القاسم بن الحسن، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأخوه عون، وقتل معه أيضاً عبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل رضي الله عنهم أجمعين.

ولما جيء برأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد جعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال: إن كان لحسن الثغر! فقال له أنس «٢» : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه. ثم بعث بالرأس إلى يزيد بن معاوية، فلما حضروا برأس الحسين عند يزيد أنشد.

نفلّق هاماً من أناس أعزةٍ ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما

وفيها توفي عثمان بن زياد بن أبيه أخو عبيد الله بن زياد المذكور، مات شاباً وسنه ثلاث وثلاثون سنة. وفيها توفيت أم المؤمنين أم سلمة، واسمها هند بنت