للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها قطع السلطان صلاح الدين الفرات ونزل على الموصل وافتتح عدّة بلاد.

وفيها توفّى عبد السلام بن يوسف بن محمد الأديب أبو الفتوح «١» الجماهرىّ «٢» .

كان فاضلا شاعرا. ومن شعره من قصيدة:

على ساكنى بطن العقيق سلام ... وإن أسهرونى بالفراق وناموا

حرمتم «٣» علىّ النوم وهو محلّل ... وحلّلتم التعذيب وهو حرام

ألا يا حمامات الأراك إليكم ... فمالى فى تغريدكّنّ مرام

فوجدى وشوقى مسعد ومؤانس ... ونوحى ودمعى مطرب ومدام

وفيها توفّيت عصمة الدين خاتون بنت معين الدين أنر زوجة السلطان صلاح الدين صاحب الترجمة، تزوّجها بعد زوجها الملك العادل نور الدين الشهيد.

كانت من أعفّ الناس وأكرمهنّ، كان لها صدقات كثيرة وبرّ عظيم؛ بنت بدمشق مدرسة للحنفيّة فى حجر «٤» الذهب، ورباطا للصوفيّة، وبنت تربة بقاسيون على نهر «٥» بردى، وبها دفنت؛ وأوقفت على هذه الأماكن أوقافا كثيرة. وماتت فى رجب، فبلغ صلاح الدين موتها وهو مريض بحرّان فتزايد مرضه لموتها ولحزنه عليها. ثم مات بعدها أخوها سعد الدين مسعود بن أنر في هذه السنة، وكان من أكابر الأمراء، زوّجه صلاح الدين أخته ربيعة خاتون. فلمّا توفّى تزوّجها بعده الأمير مظفّر الدين بن زين الدين.

وفيها توفّى محمد ابن الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شادى الأمير ناصر الدين ابن عمّ السلطان صلاح الدين. كان السلطان صلاح الدين يخافه لأنّه