للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وملا أحمر، فاستعدّ الناس وحفروا السراديب وجمعوا فيها الزاد. وانقضت المدّة المعيّنة، وظهر كذب المنجّمين. فقال [أبو الغنائم «١» محمد] بن المعلّم فى أبى الفضل «٢» المنجّم قصيدة طنّانة:

قل لأبى الفضل قول معترف ... مضى جمادى وجاءنا رجب

وما جرت «٣» زعزع كما حكموا ... ولا بدا كوكب له ذنب

ومنها:

مدبّر الأمر واحد ليس للسب ... عة فى كلّ حادث سبب

لا المشترى سالم ولا زحل ... باق ولا زهرة ولا قطب

ومنها:

فليبطل المدّعون ما وضعوا ... فى كتبهم ولتحرق الكتب

قلت: وهذا الكذب متداول بين القوم إلى زماننا هذا، حتّى إنّه لا يمضى شهر إلّا وقد أوعدوا الناس بشىء لا حقيقة له. والعجب أنّ الشخص من العامّة إذا كذب مرّة على رجل يستحى ولا يعود إلى مثلها، وهؤلاء القوم لا عرض لهم ولا دين ولا مروءة. ولله درّ القائل ولم أدر لمن هو:

دع النجوم لصوفىّ يعيش بها ... وبالعزائم فانهض أيّها الملك

إنّ النّبيّ وأصحاب النبي نهوا ... عن النجوم وقد أبصرت ما ملكوا