للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصغرى (يعنى العزيز) فى قبّة الإمام الشافعىّ- رضى الله عنه-. وقبره معروف هناك» انتهى كلام ابن خلّكان برمّته، ولم يتعوّض لشىء من أحواله، ولا إلى ما كان فى بداية أمره.

وقال أبو المظفّر سبط ابن الجوزىّ فى تاريخه: «وفيها (يعنى سنة خمس وتسعين) توفّى الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين صاحب مصر. كان صلاح الدين يحبّه، وكان جوادا شجاعا عادلا منصفا لطيفا كثير الخير رفيقا بالرعيّة حليما. حكى لى المبارز سنقر الحلبىّ- رحمه الله- قال: ضاق ما بيده بمصر (يعنى عن العزيز) ولم يبق فى الخزانة درهم ولا دينار، فجاء رجل من أهل الصعيد إلى أزكش سيف الدين، قال: عندى للسلطان عشرة آلاف دينار ولك ألف دينار، وتولينى قضاء الصعيد؛ فدخل أزكش إلى العزيز فأخبره؛ فقال: والله لا بعت دماء المسلمين وأموالهم «١» بملك الأرض! وكتب ورقة لأزكش بألف دينار. وقال: اخرج فاطرد هذا الدبر «٢» ، ولولاك لأدّبته.

وقد ذكرنا أنّه وهب دمشق [للملك «٣» ] المعظّم، وكان يطلق عشرة آلاف دينار وعشرين ألفا. وكان سبب وفاته أنّه خرج إلى الفيّوم يتصيّد، فلاح له ظبى فركض الفرس خلفه فكبا به الفرس، فدخل قربوس [السرج «٤» ] فى فؤاده، فحمل إلى القاهرة فمات فى العشرين من المحرّم، ودفن عند الشافعى- رحمه الله- عن سبع وعشرين سنة وشهور؛ وقيل: عن ثمان وعشرين سنة. ولمّا مات نصّ على ولده ناصر الدين محمد، وهو أكبر أولاده، وكان له عشرة أولاد، ولم يذكر عمّه العادل فى الوصيّة.