بنى الحنبلىّ: الناصح وأخاه شهاب الدين وغيرهما، وكان الأفضل قد وعد الناصح بقضاء دمشق، والشهاب بالحسبة، فقال لهم العادل: ما الذي دعاكم إلى كسر باب الفراديس، ومظاهرة أعدائى علىّ، وسفك دمى؟ فقال له الناصح: أخطأنا وما ثمّ إلّا عفو السلطان.
- ثم ساق أبو المظفّر كلاما طويلا محصوله العفو عن الحنابلة، إلى أن قال-:
وأمّا الأفضل فإنّه سار إلى مصر، فأرسل العادل وراءه «١»[أبا محمد] نجيب الدين إليه بالزّبدانىّ «٢» يقول [له] : ترفّق، فأنا لك مثل الوالد، وعندى كلّ ما تريد. فقال الأفضل: قل له: إن صحّت مقالتك فأبعد عنك أعدائى الصّلاحيّة. وبلغ ذلك الصلاحيّة، فقالوا للعادل: إيش قعودنا هنا؟ قم بنا، وساروا خلف الأفضل مرحلة مرحلة؛ فنزل الأفضل بلبيس ونزل العادل السائح «٣» ؛ فرجع الأفضل وضرب معهم المصافّ، وتقاتلوا فانكسر الأفضل وتفرّق عنه أصحابه؛ ورحل إلى القاهرة وأغلق أبوابها. وجاء العادل فنزل البركة «٤» ، ودخل سيف الدين أزكش بين العادل والأفضل، واتّفقوا أن يعطيه العادل ميّافارقين وجبل «٥» جور وديار بكر، ويأخذ منه مصر؛ فاتّفق الأمر على ذلك.
ورحل الأفضل من مصر فى شهر ربيع الآخر، ودخل العادل إلى القاهرة، وأحسن إلى أزكش، وقال للأفضل: جميع من كان معك كاتبنى إلّا سيف الدين أزكش. ثمّ قدّم العادل أزكش المذكور وحكّمه فى البلاد، وردّ القضاء