عند المنيبع «١» . وقيل إنّ العماد اجتمع بالقاضى الفاضل يوما فى موكب السلطان فسارا جميعا، وقد انتشر الغبار لكثرة الفرسان ما سدّ الفضاء فتعجّبا من ذلك، فأنشد العماد فى الحال:
أمّا الغبار فإنّه ... ممّا أثارته السّنابك
والجوّ منه مظلم ... لكن أنار به السّنابك
يا دهر لى عبد الرح ... يم فلست أخشى مسّ نابك
ومن شعره:
دار غير اللّبيب إن كنت ذا لبّ ... ولا طفه حين يأتى بحذق
فأخو السّكر لا يخاطبه الصّا ... حى إلى أن يفيق إلّا برفق
وفيها توفّى محمد «٢» بن المبارك بن محمد الطّهير أبو غالب المصرىّ، كان فاضلا أديبا. ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة؛ ومن شعره- رحمه الله تعالى- قوله:
تقنّع بالقليل وعش عزيزا ... خفيف الظّهر من كلف وإثم
وإلّا هىّ نفسك للبلايا ... وهمّ وارد فى إثر همّ
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى القاضى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد التّميمىّ «٣» الأصبهانىّ المعروف بابن اللّبان العدل فى ذى الحجّة.