أفيضوا علينا من الماء فيضا ... فنحن عطاش وأنتم ورود
وفيها توفّى الحافظ عبد الغنىّ بن عبد الواحد [بن «٢» علىّ] بن سرور أبو محمد المقدسىّ. ولد بجمّاعيل، وهى قرية من أعمال نابلس فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وكان أكبر من الشيخ موفّق «٣» الدين بأربعة أشهر [وهما «٤» ابنا خالة] وكان إماما حافظا متقنا مصنّفا ثقة، سمع الكثير ورحل إلى البلاد وكتب الكثير، وهو أحد أكابر أهل الحديث وأعيان حفّاظهم، ووقع له محن ذكرها صاحب مرآة الزمان، ونجّاه الله منها. ومات فى يوم الاثنين ثالث عشرين شهر ربيع الأوّل، ودفن بالقرافة «٥» عند الشيخ أبى عمرو بن مرزوق، وكان إماما عابدا زاهدا ورعا.
قال تاج الدين الكندىّ: هو أعلم من الدّارقطنىّ «٦» والحافظ أبى «٧» موسى.
قال أبو المظفّر: وفى هذه السنة سافرت من بغداد إلى الشام، وهى أوّل رحلتى، فاجتزت بدقوقا «٨» وجلست بها (يعنى للموعظة) ثم قدمت إربل واجتمعت بمحيى الدين الساعاتىّ «٩» ، وأنشدنى مقطعات لغيره. منها- رحمه الله-: