وكسر الفرنج عسكره، فوقف على الساقة «١» ، ولولا وقوفه ما أبقوا من المسلمين أحدا.
وفيها حجّ بالناس من العراق وجه السبع، ومن الشام صارم الدين برغش العادلى وزين الدين قراجا صاحب صرخد.
وفيها توفّى عبد المنعم بن علىّ [بن نصر «٢» ] بن الصّيقلىّ أبو محمد نجم الدين الحرّانىّ، قدم بغداد وتفقّه بها؛ وسمع الحديث؛ ثم عاد إلى حرّان ووعظ بها وحصل له القبول التام، ثم عاد إلى بغداد واستوطنها. قال أبو المظفّر سبط ابن الجوزىّ فى تاريخه: سمعته ينشد:
وأشتاقكم يا أهل ودّى وبيننا ... كما زعم «٣» البين المشتّ فراسخ
فأمّا الكرى عن ناظرى فمشرّد ... وأما هواكم فى فؤادى فراسخ
وفيها توفّى محمد بن سعد «٤» الله بن نصر أبو نصر بن الدّجاجىّ الواعظ الحنبلىّ.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة، ومات فى شهر ربيع الأوّل، ودفن بباب حرب.
ومن شعره- رحمه الله-:
نفس الفتى إن أصلحت أحوالها ... كان إلى نيل المنى «٥» أحوى لها
وإن تراها سدّدت أقوالها ... كان على حمل العلا أقوى لها