للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلىّ، وما أشكو إلّا من الوزير ابن مهدى «١» ، وما عن التوجّه بدّ؛ ففارقهم وسار إلى الشام، فتلقّاه الملك العادل صاحب الترجمة وأولاده، وأحسن العادل إليه وأكرم نزله، وحزن الخليفة على فراقه.

وفيها ولّى الخليفة عماد الدين أبا القاسم عبد الله بن الدّامغانىّ الحنفىّ قاضى قضاة بغداد.

وفيها قبض الخليفة على عبد السلام بن عبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر الجيلىّ، واستأصله حتّى احتاج إلى الطلب من الناس.

وفيها نزلت الفرنج على حمص، وكان الملك الظاهر غازى صاحب حلب قد بعث المبارز يوسف بن خطلخ الحلبىّ إليها نجدة لأسد الدين صاحبها، وحصل القتال بينهم وبين الفرنج وأسر الصّمصام بن العلائىّ، وخادم صاحب حمص.

ورجع الفرنج إلى بلادهم.

وفيها توفّى عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلىّ المعروف بالكيلانى- رضى الله عنه- وكان عبد الرزاق هذا زاهدا ورعا عابدا مقتنعا من الدنيا باليسير صالحا ثقة، لم يدخل فى الدنيا كما دخل فيها غيره من إخوته. وكان مولده سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، ومات فى شوّال ببغداد ودفن بباب حرب.

وفيها توفّى أبو القاسم [أحمد «٢» ] ابن المقرئ صاحب ديوان الخليفة ببغداد، كان شابا حسنا يعاشر ابن الأمير أصبه، وكان ابن أصبه شابّا جميلا، جلسا يوما فداعب ابن المقرئ ابن أصبه فرماه بسكّين صغيرة، فوقعت فى فؤاده فقتلته، فسلّم الخليفة ابن المقرئ إلى أولاد أصبه، فلمّا خرجوا به ليقتلوه أنشد.