للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى عبد الوهّاب بن علىّ الشيخ أبو محمد «١» الصّوفىّ ضياء الدين المعروف بابن سكينة سبط شيخ الشيوخ إسماعيل بن أحمد النّيسابورىّ. وكان فاضلا محدّثا عابدا زاهدا، وكان ينشد لمحمد الفارقىّ «٢» - رحمه الله-:

تحمّل أخاك على خلقه ... فما فى استقامته مطمع

وأنّى له خلق واحد ... وفيه طبائعه الأربع

وفيها توفّى عمر بن محمد بن معمّر بن أحمد بن يحيى بن حسّان المسند الكبير رحلة الآفاق أبو حفص بن أبى بكر البغدادىّ الدّارقزّىّ «٣» المؤدّب المعروف بآبن طبرزذ، والطّبرزذ: هو السّكر. ولد فى ذى الحجّة سنة ست عشرة وخمسمائة، وسمع الكثير بإفادة أخيه المحدّث أبى البقاء محمد ثم بنفسه، وحصّل الأصول وحفظها إلى وقت الحاجة إليه، فلمّا كبرت سنّه حدّث بالكثير، وصار رحلة الزمان إلى أن مات فى تاسع شهر رجب ببغداد؛ ودفن بباب حرب.

وفيها توفّى محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام الإمام القدوة الزاهد أبو عمر المقدسىّ الجمّاعيلىّ. قال ابن أخته الحافظ ضياء الدين: مولده فى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بجمّاعيل، وسمع الكثير بدمشق من والده وخلق كثير سواه، وروى عنه أخوه الشيخ الموفّق «٤» وولداه شرف الدين عبد الله وشمس الدين عبد الرحمن وجماعة كثيرة، وكان إماما عالما زاهدا ورعا متقنا متعبّدا: قال أبو المظفّر: وكان معتدل القامة حسن الوجه، عليه أنوار العبادة لا يزال مبتسما،