للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى المبارك بن المبارك أبو بكر الواسطىّ النحوىّ. ولد سنة أربع «١» وثلاثين وخمسمائة، وكان حنبليّا، ثم صار حنفيّا، ثم صار شافعيّا لأسباب وقعت له، وكان قرأ الأدب على ابن الخشّاب «٢» وغيره، وكان أديبا فاضلا شاعرا.

ومن شعره- رحمه الله- قوله:

لا خير فى الخمر فمن شأنها ... إفقادها العقل وجلب الجنون

أو أن ترى الأقبح مستحسنا ... وتظهر السرّ الخفىّ المصون

قلت: ويعجبنى قول القائل، وهو قريب ممّا نحن فيه:

على قدر عقل المرء فى حال صحوه ... تؤثّر فيه الخمر فى حال سكره

فتأخذ من عقل كبير أقلّه ... وتأتى على العقل اليسير بأسره

الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الفقيه سليمان بن محمد بن علىّ الموصلىّ فى صفر، وله أربع وثمانون سنة. وأبو العبّاس أحمد بن يحيى ابن بركة الدّبيقىّ «٣» البزّاز فى شهر ربيع الأول، وله أربع وثمانون سنة أيضا.

والحافظ عبد القادر [بن «٤» عبد الله أبو محمد] الرّهاوى «٥» بحرّان، وله ست وسبعون سنة فى جمادى الأولى. وأبو الفرج [يحيى «٦» ] بن ياقوت الفرّاش «٧» فى جمادى الاخرة. والقدوة