وخلفهما الكوسات، وسار معهما نجاح «١» الشرّابىّ والمكين «٢» القمّىّ بالعساكر فى سابع المحرّم، فأقاما بتستر شهرين فلم تطب لهما، فعادا إلى بغداد عند جدّهما الخليفة فى شهر ربيع الآخر.
وفيها توفّى الملك الظاهر غازى- على ما يأتى ذكره- فى هذه السنة. وتوجّه الشيخ أبو العبّاس عبد السلام بن [أبى «٣» ] عصرون رسولا من الملك العزيز محمد بن الظاهر غازى المذكور إلى الخليفة الناصر لدين الله يطلب تقريره بسلطنة حلب على ما كان أبوه عليها.
وفيها قصد الملك المعظّم عيسى صاحب دمشق الاجتماع بأخيه الملك الأشرف موسى، فاجتمعا بنواحى الرّقة، وفاوض المعظّم الأشرف فى أمر حلب.
وفيها حجّ بالناس من العراق ابن أبى فراس، ومن الشام الشيخ علم الدين الجعبرىّ.
وفيها توفّى زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن [بن زيد «٤» بن الحسن] بن سعيد بن عصمة بن حمير «٥» العلامة تاج الدين أبو اليمن الكندى البغدادىّ المقرئ النحوىّ اللغوىّ. مولده فى شعبان سنة عشرين وخمسمائة، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكمّل القراءات العشر وله عشر سنين.