جحدم، فدخل مصر وملكها وهرب عبد الرحمن بن جحدم، ودخل مروان إلى مصر فتملكها وجعل عليها ولده عبد العزيز بن مروان. انتهى كلام ابن كثير برمته.
وقال ابن الأثير في كتابه الكامل «١» : (ذكر فتح مروان مصر) ، قال: ولما قتل الضحاك وأصحابه وأستقر «٢» الشأم لمروان سار إلى مصر، فقدمها وعليها عبد الرحمن ابن جحدم القرشي يدعو إلى ابن الزبير، فخرج إلى مروان فيمن معه، وبعث مروان عمرو بن سعيد من ورائه حتى دخل مصر، فقيل لابن جحدم ذلك فرجع، وبايع الناس مروان ورجع إلى دمشق؛ فلما دنا منها بلغه أن ابن الزبير قد بعث إليه أخاه مصعباً في جيش، فأرسل إليه مروان عمرو بن سعيد قبل أن يدخل الشأم [فقاتله «٣» ] فانهزم مصعب وأصحابه، وكان مصعب شجاعاً، ثم عاد مروان إلى دمشق فاستقر بها.
وكان الحصين بن نمير ومالك بن هبيرة قد اشترطا على مروان شروطاً لهما ولخالد ابن يزيد، فلما توطد ملكه قال ذات يوم ومالك عنده: إن قوماً يدعون شروطاً منهم عطارة مكحلة (يعني مالكاً فإنه كان يتطيب ويتكحل) ، فقال مالك هذا:
ولما تردي تهامة ويبلغ الحزام الطّبيين! فقال مروان: مهلا أبا سليمان إنما داعبناك «٤» ؛ فقال: هو ذاك. انتهى كلام ابن الأثير برمته.
قلت: وكانت أيام عبد الرحمن هذا على مصر مع قصر مدته كثيرة الفتن والحروب من أولها إلى آخرها، غير أنه حج بالناس من مصر فى أيامه، وبنى عبد الله ابن الزبير الكعبة ولم يحج أحد من الشأم في هذه السنة.