للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقع الصلح بين الملك الكامل وبين الفرنج فى يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب سنة ثمانى عشرة وستمائة، وسار بعض الفرنج فى البرّ وبعضهم فى البحر إلى عكّا، وتسلّم الكامل دمياط.

قلت: ويعجبنى قول البارع كمال الدين «١» علىّ بن النّبيه فى مدح مخدومه الملك الأشرف موسى لمّا حضر مع أخيه المعظّم إلى دمياط فى هذه الكائنة قصيدته التى أوّلها:

للذّة العيش والأفراح «٢» أوقات ... فانشر لواء له بالنصر عادات

إلى أن قال منها:

دمياط طور ونار الحرب موقدة ... وأنت موسى وهذا اليوم ميقات

ألق العصا تتلقّف كلّ ما صنعوا ... ولا تخف ما حبال القوم حيّات

وهى قصيدة طويلة مثبتة فى ديوان ابن النبيه.

قال أبو المظفّر قال فخر الدين ابن «٣» شيخ الشيوخ: «٤» لمّا حضر الفرنج دمياط صعد الكامل على مكان عال، وقال لى: ما ترى ما أكثر الفرنج! ما لنا بهم طاقة؛ [قال «٥» ] فقلت [له «٦» ] : أعوذ بالله من هذا الكلام؛ قال: ولم؟ قلت لأنّ السعد [موكّل «٧» ] بالمنطق، قال: فأخذت الفرنج دمياط بعد قليل، فلمّا طال الحصار صعد يوما على مكان عال، وقال: يا فلان، ترى الفرنج ما أقلّهم! والله ما هم شىء؛