وبقى حصن كيفا عاصيا؛ فبعث الكامل أخاه الأشرف، وأخاه شهاب الدين غازيا، ومعهما صاحب آمد تحت الحوطة؛ فسألهم صاحب آمد فى تسليم الحصن فلم يسلّموا البلد، فعذّبه الأشرف عذابا عظيما، وكان يبغضه؛ ولا زال الأشرف يحاصر حصن كيفا حتّى تسلّمها بعد أمور فى صفر من السنة، ووجد عند مسعود المذكور خمسمائة بنت من بنات الناس للفراش.
وفيها فتحت دار الحديث الأشرفيّة المجاورة لقلعة دمشق التى بناها الملك الأشرف موسى، وأملى بها ابن الصلاح «١» الحديث، وذلك فى ليلة النصف من شعبان، ووقف عليها الأشرف الأوقاف، وجعل بها نعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلم.
وفيها توفّى الوزير «٢» صفىّ الدين عبد الله بن علىّ بن شكر، وزير الملك العادل؛ وأصله من الدّميرة «٣» ، وهى قرية بالوجه البحرى من أعمال مصر. وكان صفىّ الدين المذكور وزيرا مهيبا عالما فاضلا له معرفة بقوانين الوزارة، وكانت عنايته مصروفة إلى العلماء والفقهاء والادباء، وكان مالكىّ المذهب. ومات بالقاهرة وهو على حرمته، وله بالقاهرة مدرسة «٤» معروفة به.