للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن خلّكان- رحمه الله-: وكان صاحبى وأنشدنى كثيرا من شعره، فمن ذلك وهو معنى جيّد فى نهاية الجودة:

ما زال يحلف لى بكلّ أليّة ... ألّا يزال مدى الزمان مصاحبى

لمّا جفا نزل العذار بخدّه ... فتعجّبوا لسواد وجه الكاذب

قال وأنشدنى لنفسه أيضا:

لك خال من فوق عر ... ش شقيق قد استوى

بعث الصّدع مرسلا ... يأمر الناس بالهوى

انتهى.

قلت: ومن شعره أيضا:

لك «١» أن تشوّقنى إلى الأوطان ... وعلىّ أن أبكى بدمعى القانى

إنّ الألى «٢» رحلوا غداة محجّر ... ملئوا القلوب لواعج الأحزان

فلأبعثنّ مع النسيم إليهم ... شكوى تميل لها غصون البان

نزلوا برامة قاطنين فلا تسل ... ما حلّ بالأغصان والغزلان

وكانت وفاته فى يوم الخميس ثانى شوّال، وتقدير عمره خمسون سنة. والحاجرىّ (بفتح الحاء المهملة وبعد الألف جيم مكسورة وبعدها راء) وهذه النسبة إلى حاجر، وكانت بليدة بالحجاز. وسبب تسميته بذلك لأنّه كان يكثر من ذكر الحاجر فى شعره فسمّى بذلك.